سلام علي سيد المرسلين

سلام علي سيدالمرسلين ،فنحن نحتاج الي الاقتداء به دائما والاعتصام بنور سيرته قبل البعثه وبعدها،فلم يكن قبل بعثته الا مثلا رائعا لمحاسن الاخلاق العاليه،ومحامد الشيم الساميه،ومواقف الفضائل الكريمه ،يراه الناس جميعا اكمل صوره لبذل الخير والاحسان والعدل ،واشرف وجه للامانه والخير والبر،ولذلك حظي بتقدير اهل مكه واعجابهم بمروءته وصدقه ونبله....ومن اكرم ايامه قبل نبوته تلك الايام التي كان يتعبد فيها في غار حراء،ويظل خاشعا متفرغا لمناجاه مبدع الكون،وخالق الوجود،مصفيا نفسه من علائق الماديه البشريه....وكان يحرص في تعبده قبل النبوه علي التفكر في بديع ملكوات السماوات،والنظر في الايات الكونيه الداله علي بديع صنع الله،وعظيم قدرته،ومحكم تدبيره وجلال سلطانه.وجاءه الحق،وهو في غار حراء،حيث فوجي بجبريل امامه يراه بعينه،وكانت بدايه الوحي الالهي،ونزول ايات كريمه من القران الكريم تشيد بالقراءه والقلم وخطره.والعلم ومنزلته في بناء الشعوب والامم،وتؤكد ان مصدر العلم النافع من الله عزوجل فتقول:"اقرأ باسم ربك الذي خلق،خلق الانسان من علق،اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم....".وحين اخبر خديجه بخبر الوحي،وقال:"لقد خشيت علي نفسي"،قالت خديجه:"كلا والله ابدا،انك لتصل الرحم،وتحمل الكل ،وتكسب المعدوم،وتقري الضيف،وتعين علي نوائب الحق".وهذا يشير الي سعه ادراكها،ونبل وفائها،فمن طبع علي مكارم الاخلاق،ولم يتخل عن روابطها الوثيقه لا يخزيه الله،ومحمد صلي الله عليه وسلم يحمل رصيدا ضخما من الاخلاق الكريمه ،ويملك ثروه كبيره من فضائل الشمائل النفسيه لا يملكها احد غيره،انها موقنه ان زوجها الامين الكريم الرحيم فيه الكثير من محاسن الاخلاق واشرف الشمائل ،ولن يتعرض للخزي مهما حدث.

ولم تكتف بذلك،بل ذهبت الي ابن عمها ورقه بن نوفل العالم الجليل،ليسمع منه،ويصدق برسالته.ان رحله الكفاح والنضال شاقه مضنيه،ولكن سيد المرسلين بذل الجهد العظيم،من أجل اعلاء كلمه التوحيد،وانقاذ الانسانيه من الاخطار التي تحيطبها من كل جانب،واهتم بتربيه اصحابه،فخرجوا من دائره الظلام الي دائره النور،واكتسبوا الايمان وطرحوا الكفر،وتحملوا الشدائد والمصائب في سبيل الدين الجديد،وغي دار الارقم بن أبي الارقم اقبلوا علي ينبوع فياض من العلم والعرفان،والايمان الصادق،ودرسوا ما حمله الرسول اليهم من القران الكريم،وانشرحت صدورهم لما نالوه من دروس التربيه،وتوجيهات الرساله المحمديه،واصبحوا يجدون فيها الشفاء والرحمه والعدل والاستقامه،وانبل ما يربي الضمائر، ويصون الاخلاق والعقول،ونجح المصطفي صلي الله عليه وسلم في ان يجعل الصحابه معتصمين داءما بالايمان والتوحيد،والعمل الصالح،ملتزمين بالامر بالمعرف،والنهي عن المنكر،متمسكين بالتواصي بالحق والتواصي بالصبرلا،معظمين سبل الفلاح والنجاه،وعناصر الثبات علي المنهج الحق.

ان الاحتفال بسيد المرسلين في ذكري مولده يدعونا الي الاعتصام بتعاليمه الساميه،وتوجيهاته الكريمه التي تربي عليه الصحابه الكرام،وغيرت الدنيا،فأشرقت القلوب بنور ربها،واستضاءت العقول بنور الرساله المحمديه،وعقيده التوحيد الصافيه...وسلام علي سيد المرسلين في ذكراه،وسلام علي بعثته المباركه التي منحت الانسانيه سيرته الجامعه لمكارم الاخلاق،والحافله بجماع التعاليم،والمنقذه للبشريه من الشقاء والهلاك.

وببتظر ابداعك يا هبة